30 يوم تدوين · تعليم اللغة

الترجمة وتعليم اللغة

ماذا لو استخدم معلم اللغة الإنجليزية الترجمة في الفصل الدراسي كطريقة تدريس؟

بين رفوف مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وخصوصًا على رف علم اللغة لفت إنتباهي كتاب “الترجمة في تعليم اللغة” من تأليف أ.د. قاي كوك، إذ يتحدث الكاتب عن الحجج المساندة لاستخدام الترجمة في الفصول الدراسية.

يواجه المعلمون الانتقاد في حال تخليهم عن طرق تدريس اللغة والتوجه للترجمة كوسيلة تعليمة للإعتقاد بأن الترجمة تعتبر مملة و مثبطة للتحفيز والطلاقة، عاد إلى ذهني تنبيهات رئيسة قسم اللغة الإنجليزية بمنع التواصل باللغة العربية مع الطالبات منعًا باتًا وأهمية خلق بيئة تعليمية تحفز الطالبات لاستخدام اللغة الإنجليزية فقط لتشجيع الطلاقة وهي المشكلة التي يعاني منها الطلاب عامة في المملكة، فيغلب تمكنهم من فهم اللغة دون القدرة على استخدامها استخدام طبيعي.

عارض الكاتب طريقتها وفكرة أن الترجمة عامل سلبي يبطىء تفكير المتعلم متحججًا بالمترجمين الفوريين وقدرتهم على التحدث بطلاقة رغم إجراءهم الفكري للترجمة، فلا يرى أن تفكير الطالب بلغته الأم وبناء جملة ثم ترجمتها( في رأسه)ثم نطقها عامل يؤخر طلاقة الطالب.

رغم دعمه لهذه النظرية بدراسات ومقالات علمية إلا أن تحججه بالمترجمين لم يكن في محله من وجهه نظري، فالمترجم امتلك المهارة وسرعة البديهة بالممارسة، كما أنه استقبل اللغة لسنوات ودرسها حتى أصبح متمكناً من التعبير خلالها عما يريده بطلاقة دون أن ينقل النص حرفيًا بل يهتم بالمعنى. في المقابل فالطالب في مرحلة تعلم اللغة يحتاج لتلقي اللغة بشكل أكبر حتى يبني أساس اللغة.

في الوقت نفسه اتفق معه بأن الترجمة تفيد في مواقف بسيطة للتأكد من فهم الطالب من معنى مصطلح تجريدي معين أو لبناء القواعد المعقدة على أساس قاعدة موجودة في لغته الأم، إلا أن اعتماد الطالب على الترجمة يخلق مشاكل أخرى لصعوبة وجود المكافىء النحوي واللغوي في اللغة الأم مثل عدم امكانية ترجمة (is) و (are) للغة العربية، كما أنه عارض بنفسه الاستخدام السلبي للترجمة من كتابة طريقة نطق الكلمات أو الترجمة كلمة بكلمة مما ينتج جمل عربية مكتوبة بكلمات إنجليزية.

قد لا تكون الترجمة كطريقة تعليم اللغة الإنجليزية هي أسواء الطرق ولا أفضلها، فالتنويع بين منهجيات التدريس واستهداف ما يناسب طلابك باختلافاتهم هو ما يشجع الطلاب على التعلم والمحاولة أكثر.